من انا

أنا إنسانة خاضت رحلة عميقة مع الذات قبل أن تصبح مدربة ومُعالجة.رحلة لم تبدأ من الكتب، بل من الشعور بالضياع، من اكتئابٍ ثقيل، وتسويفٍ مزمن، ومقارنات أرهقتني، وهروبٍ دائم من نفسي.  كنت أبحث عن إجابة لسؤال مؤلم:

هل هذه هي الحياة التي وُلدت لأعيشها؟

ولم أدرك حينها أن التغيير يبدأ من قرار داخلي: أن أغير ما في نفسي… ليغير الله ما في حياتي

مسيرتي الأكاديمية والمهنية

درستُ الهندسة، ثم حصلت على درجة الماجستير في روسيا، وعملت كموظفة حكومية في عدة محافظات ومن ثم عملت لاحقًا كأستاذة جامعية في كلية الهندسة . كانت تلك محاولات متكررة لإثبات جدارتي، لأنني كنت أُحاول أن أُقنع نفسي والعالم بأنني ناجحة، قوية، و”جيدة بما يكفي”. لكن شيئًا ما بداخلي كان يخفت… لم يكن هذا طريقي. كنت أبتعد عن ذاتي أكثر مما أقترب منها. لقد استُنزفت روحي في مسيرة لم تكن تُشبهني.

بداية الطريق

بدأت أبحث في داخلي، وأسعى لتغيير أفكاري وسلوكياتي، وفهم ما يحركني من الداخل. ومن هنا، بدأت أتعّمق أكثر في جذور الإنسان، وكيف يمكن للوعي أن يكون أداة تحرّر حقيقية. وكيف يمكن للوعي أن يكون أداة تحرر حقيقية. ومن هنا اشتعلت في داخلي شعلة لا تنطفئ، تدفعني للبحث والتعلُّم أكثر... ولا أعلم لماذا، لكنني وجدت نفسي أسافر بين عدة دول، ألتقي بمعلمين ومختصين، وأخوض تجارب تعليمية عميقة. خلال رحلتي، حصلت على شهادات في التدريب النفسي, من مدارس عالمية، من ضمنها ( ICF) شهادة ، ومدرسة الإدراك الحسي. وهنا، وجدت بوابة جديدة لحياتي وعرفت ان هذا هو طريقي ، وبدات بتدريب الكثيرين ورافقتهم في طريق التغيير والنمو.

البحث في أعماق النفس

خلال تقديمي للجلسات والكورسات للمشتركين, لاحظت شيئًا , رغم الوعي، كان بعض المشاركين يُسحبون للأسفل وكأن شيئًا غير مرئي يشدهم للخلف. هنا بدأت أتعمق أكثر اكتشفت أن الجروح العاطفية هي المفتاح. هي ما يُبقي الإنسان في دائرة المعاناة، رغم وعيه ومحاولاته للنهوض. بدأت برحلة جديدة ودرست التحليل النفسي والصحة النفسية، لأفهم تلك الجروح، ولأرافق الآخرين في الشفاء منها. لكن بعد الوصول إلى جذر المشكلة، وجدت أن هناك أمرًا آخر لم يكتمل…

المشاعر العالقة والعلاج الشعوري

وجدت أن المشاعر تبقى عالقة في الجسد، حتى بعد التحليل .. والتطويروالفهم والوعي الذاتي من هنا بدأت رحلتي في العلاج الشعوري، لتكون المشاعر مرئية، مسموعة، ومعترف بها، في مسار شفاء حقيقي وعميق. أدركت حينها أن الوعي وحده لا يكفي… لابد أن يشعر الجسد بالأمان، ويستكمل ما لم يُعاش.

وأخيراً

رحلتي لم تكن مجرد دراسة منهج واحد ولم تكن فقط لاكتساب أدوات، بل لاكتشاف من أنا . ، طريق طويل بدأت فيه ولم انتهي منه بعد لأن كل مرة اكتشف صعودي لطبقة مختلفة وعوالم مختلفة بنفسي . كما قال كارل يونغ ((من لم يغص عميقاً في ظلمات ذاته , لن يكون أهلاً ليقود اخرين في عوالمهم الداخلية )) اليوم، أعمل كمدربة ومعالجة ورفيقة في التغيير العميق والتحول ، أساعد من يرغب في العودة إلى ذاته الحقيقية، وبفضل الله يلمسون هذا الجزء الحقيقي النقي بداخلهم عندما يكونوا برفقتي وتبدأحياتهم بالأزدهار والتغيير في كل مستويات حياتهم

Scroll to Top