من انا

أنا إنسانة خاضت رحلة عميقة مع الذات قبل أن تصبح مدربة ومُعالجة.رحلة لم تبدأ من الكتب، بل من شعور بالضياع، من اكتئابٍ ثقيل، وتسويفٍ مزمن، ومقارنات أرهقتني، وهروبٍ دائم من نفسي.  كنت أبحث عن إجابة لسؤال مؤلم:

هل هذه هي الحياة التي وُلدت لأعيشها؟

ولم أدرك حينها أن التغيير يبدأ من قرار داخلي: أن أغير ما في نفسي… ليغير الله ما في حياتي

مسيرتي الأكاديمية والمهنية

درستُ الهندسة، ثم حصلت على درجة الماجستير في روسيا، وعملت لاحقًا كأستاذة جامعية. كانت تلك محاولات متكررة لإثبات جدارتي، لأنني كنت أُحاول أن أُقنع نفسي والعالم بأنني ناجحة، قوية، و”جيدة بما يكفي”. لكن شيئًا ما بداخلي كان يخفت… لم يكن هذا طريقي. كنت أبتعد عن ذاتي أكثر مما أقترب منها. لقد استُنزفت روحي في مسيرة لم تكن تُشبهني.

رحلتي مع التدريب النفسي

بدأت نقطة التحول حين درست التدريب النفسي في مدارس عالمية، من ضمنها شهادة ICF، ومدرسة الإدراك الحسي. هناك، وجدت بوابة جديدة لفهم النفس، ورافقت الكثيرين في طريق التغيير. لكنني لاحظت شيئًا… رغم الوعي، كان بعض المشاركين يُسحبون للأسفل وكأن شيئًا غير مرئي يشدهم للخلف. هنا بدأت أتعمق أكثر.

البحث في أعماق النفس

اكتشفت أن الجروح العاطفية هي المفتاح. هي ما يُبقي الإنسان في دائرة المعاناة، رغم وعيه ومحاولاته للنهوض. فدرست التحليل النفسي والصحة النفسية، لأفهم تلك الجروح، ولأرافق الآخرين في الشفاء منها. لكن بعد الوصول إلى جذر المشكلة، وجدت أن هناك أمرًا آخر لم يكتمل…

المشاعر العالقة والعلاج الشعوري

وجدت أن المشاعر تبقى عالقة في الجسد، حتى بعد التحليل والفهم. من هنا بدأت رحلتي في العلاج الشعوري، لتكون المشاعر مرئية، مسموعة، ومعترف بها، في مسار شفاء حقيقي وعميق. أدركت حينها أن الوعي وحده لا يكفي… لابد أن يشعر الجسد بالأمان، ويستكمل ما لم يُعاش.

التكامل العصبي والبرمجة العصبية

وهنا وصلت إلى الجهاز العصبي. هذا النظام الدقيق الذي يخزن الصدمات، ويعيد تفعيلها بلا وعي، هو ما كان يتحكم في استجابات الإنسان ومشاعره وسلوكياته. فبدأت دراسة التكامل العصبي والبرمجة اللغوية العصبية NLP، لأحرر الجسد من ذاكرة الألم، ولأعيد بناء الاتصال بين العقل والنفس والجسد.ولازلت مستمرة في هذا العلم ولكن كل هذه الرحلة التي ذكرتها كانت تحتاج الى شعلة وهي كيف اساعدهم ان يطورو الجانب الروحاني فيهم... لأن العديد من الدراسات في علم النفس الإيجابي، وعلم النفس العيادي، وعلم الأعصاب تؤكده. أن الجانب الروحي أو الارتباط الروحي جزء جوهري من رفاه الإنسان، حتى مع التقدم المادي أو النفسي ومن هنا أدركت لماذا كنت ادرس الفلسفة الاسلامية منذ ان كنت صغيرة ...

وأخيراً

رحلتي لم تكن مجرد دراسة منهج واحد ولم تكن فقط لاكتساب أدوات، بل لاكتشاف من أنا . ، طريق طويل بدأت فيه ولم انتهي منه بعد لأن كل مرة اكتشف صعودي لطبقة مختلفة وعوالم مختلفة بنفسي . كما قال كارل يونغ ((من لم يغص عميقاً في ظلمات ذاته , لن يكون أهلاً ليقود اخرين في عوالمهم الداخلية )) اليوم، أعمل كمدربة ومعالجة ورفيقة في التغيير العميق، أساعد من يرغب في العودة إلى ذاته الحقيقية، وبفضل الله يلمسون هذا الجزء الحقيقي النقي بداخلهم عندما يكونوا برفقتي و من يرغب

Scroll to Top